مقدمة.
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً هائلاً في طريقة عملنا، حيث انتقل العديد منا إلى العمل عن بعد بسبب الجائحة. ومع دخولنا عام 2024، من المثير أن نرى كيف سيتطور العمل عبر الإنترنت، وما هي الاتجاهات التي ستشكل مستقبل عملنا. في هذه المقالة، سنستكشف بعض الإحصاءات والاتجاهات المثيرة للاهتمام، ونلقي نظرة على كيفية تكيّف الشركات والموظفين مع هذا العالم الجديد من العمل عن بعد.
زيادة شعبية العمل عن بعد
شهد العمل عن بعد زيادة هائلة في شعبيته. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2022، يفضل 29% من الموظفين العمل عن بعد، مقارنة بـ 34% في عام 2021. ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه ليس عالمياً، حيث يفضل 36% العمل الهجين، ويفضل 22% العمل في المكتب. كما أن هناك اختلافات بين الجنسين، حيث تفضل النساء العمل عن بعد بنسبة 46% مقارنة بـ 39% من الرجال.
ووفقاً لموقع “ماركت ووتش” (MarketWatch)، من المقدر أن 50% من القوى العاملة ستكون عن بعد بحلول عام 2024. وقد تسارعت وتيرة هذا التحول بسبب جائحة كوفيد-19، حيث تضاعف عدد العاملين عن بعد ثلاث مرات من 9 ملايين إلى أكثر من 27 مليون بين عامي 2019 و2021
الإنتاجية والفوائد
أشارت دراسة أجرتها شركة “أول لابز” (Owl Labs) إلى أن 62% من الموظفين يشعرون بأنهم أكثر إنتاجية عند العمل عن بعد، مقارنة بـ 11% فقط ممن يشعرون بأنهم أقل إنتاجية. كما أفاد 55% بأنهم يعملون لساعات أطول في المنزل مقارنة بالعمل في المكتب. بالإضافة إلى ذلك، أفاد 70% من الموظفين بأنه من الأسهل لهم التركيز، وذكر 65% أنهم قادرون على إدارة الضغوط بشكل أفضل، بينما قال 50% إنهم يتجنبون الملهيات بشكل أفضل عند العمل عن بعد.
وأظهرت دراسة أخرى أن 37% من أصحاب العمل زادوا من استخدام برامج تتبع الموظفين، مما يشير إلى اتجاه متزايد نحو مراقبة وإدارة الفرق عن بعد بشكل أكثر فعالية.
التحديات والاعتبارات
على الرغم من الفوائد، يواجه العمل عن بعد بعض التحديات. حيث أفاد 40% من الموظفين عن بعد بأنهم يفتقدون الاتصالات العفوية والشخصية مع زملاء العمل. كما وجدت دراسة حديثة أن ما يقرب من نصف العمال الأمريكيين يشعرون بأن فرقهم لا تعمل بشكل فعال في بيئة هجينة. قد يعزى ذلك إلى زيادة الملهيات في المنزل، حيث يستخدم 45% من الموظفين عن بعد مساحات متعددة الأغراض، مثل غرف النوم أو المطابخ، للعمل.
ومن المثير للاهتمام أن 28% فقط من الشركات تغطي تكاليف خدمة الإنترنت المنزلي، على الرغم من أهميتها الحاسمة للعمل عن بعد.
المرونة واختيار ساعات العمل
أحد الجوانب الرئيسية للعمل عن بعد هو المرونة. حيث تسمح تطبيقات التقويم، مثل “جوجل كاليندر” (Google Calendar)، للموظفين بجدولة الاجتماعات التي تلائم جداول زملائهم، مما يوفر بيئة عمل مرنة. كما أن إعطاء الموظفين خيار اختيار ساعات عملهم يخفف الضغط عليهم ويتيح لهم تكييف عملهم مع تفضيلاتهم الشخصية.
مستقبل العمل عن بعد
من الواضح أن العمل عن بعد سيستمر في النمو. حيث أعرب 70% من الموظفين عن رغبتهم في العمل بنمط هجين أو عن بعد، بغض النظر عن الجائحة. كما أن 57% من العمال الأمريكيين قالوا إنهم سيبحثون بنشاط عن وظيفة جديدة إذا لم يتمكنوا من مواصلة العمل عن بعد.
وتستجيب الشركات لهذه الرغبات، حيث كشفت 71% من الشركات في تقرير “بافر” (Buffer) عن خطط للسماح بترتيبات دائمة لبعض مستويات العمل عن بعد.
العمل الحر
مع تزايد العمل عن بعد، نشهد أيضًا زيادة في عدد الأشخاص الذين يتحولون إلى العمل الحر. حيث بلغ عدد العاملين المستقلين الآن 57 مليون شخص، مقارنة بـ 53 مليون في عام 2014. وقد يكون هذا بسبب سهولة وتطبيع العمل الافتراضي.
الخلاصة
من الواضح أن العمل عبر الإنترنت والعمل عن بعد سيستمران في النمو والتطور في عام 2024 وما بعده. وبينما يوفر هذا النمط من العمل مرونة وحرية للموظفين، فإنه يطرح أيضًا بعض التحديات التي يجب على الشركات والموظفين التكيف معها. ومن خلال استخدام التكنولوجيا المناسبة، وإنشاء ثقافة افتراضية قوية، وإدارة الفرق عن بعد بشكل فعال، يمكن للشركات أن تزدهر في هذا العالم الجديد من العمل.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.